فيديو جديد من موقع الإيمان المنطقي يقدم لكم شرحا وافيا ومختصرا عن ما هو المقصود بضبط الكون (The Fine Tuning of the Universe). العديد يظنون أن ضبط الكون هو مجرد حُلّه أخرى لـ “اله الفجوات”، أي بما اننا لا نعرف لماذا ضُبط الكون، فالجواب هو أن الله ضبطه. هنا نبرهن العكس! شاهدوا معنا الفيديو القصير أدناه، وكيف يشرح أن وجود الله هو أفضل تفسير لضبط الكون:
من المجرات والنجوم، إلى الذرات والجسيمات، تركيبة الكون تعتمد على عدة أرقام وثوابت مثل سرعة الضوء (c=299,792,458 m s-1)، ثابت الجاذبية (G=6.673 x 10^-11 m3 kg-1 s-2) وغيرهم. هذه الثوابت هي أعمدة الكون. توصّل العلماء الى أن هذه الأرقام قد تم ضبطها بدقة عالية جدا، وهذه الحقيقة صدمتهم جميعا، لأن أي تغير بسيط جدا بإحدى هذه الأرقام يمنع وجود الحياة المادية التفاعلية بأي مكان، فلن تكون هنالك أي نجوم أو شموس، لا حياة، لا نباتات ولا حتى كيمياء!
لنتأمل بالجاذبية مثلا فقوتها تقرر عن طريق ثابت الجاذبية (G). تغير هذا الرقم بنسبة 1 من 10 للقوة 60 (60^10 – أي 10 وعن يمينها 60 صفرا)، يؤدي الى انعدام وجود كل البشر! حتى نستطيع أن نفهم مدى الدقة التي نتكلم عنها، تخيلوا قرص دائري مقسم ل 60^10 جزء وعليكم تقديرالرقم الصحيح لخلق كون يسمح بالحياة. أو مقارنة ذاك الرقم بعدد الخلايا في جسم الانسان 14^10 (أي 10 وعن يمينها 14 صفرا). فان كبر ثابت الجاذبية بـجزء 1، لفقد الكون توازنه وتبعثر وتلاشى في الفضاء بدون أن يكون ولا حتى نجمة واحدة! وان صغر بـ 1 لإنهار على نفسه. النتيجة بالحالتين: لا شموس ولا نبات ولا حياة.
وشيء مشابه يحصل ان تلاعبنا بمعدل توسع الكون أي الثابت الكوني (Λ)، ان غيرنا جزء من 120^10 (10 وعن يمينها 120 صفر) سيتسارع تويسع الكون أو يتباطئ وبالحالتين، مرة أخرى، لن يكون هنالك مجال لأي حياة.
مثال آخر لضبط الكون، إن لم تكن كتلة الكون وطاقته البدائية قد وزعت بتساو، لدرجة من الدقة تصل ل 1 من 123^10^10 (أي 10 وعن يمينها 123^10 صفر!) لكان الكون معاديا للحياة من أي نوع.
الحقيقة هي أن كوننا المميز هذا يسمح للحياة المادية التفاعلية فقط بسبب دقة هذه الأرقام وغيرها من الثوابت الأخرى. وكل منها تم دوزنته على حدا، بحيث توازنوا جميعا على طرف شفرة حادة!
قال عالم الفلك مارتن ريس: “أينما نظر الفيزيائي، لوجد أمثلة للضبط”. وقال العالم ستيفن هوكينغ: “الحقيقة الرائعة هي أن قيمة هذه الأرقام تبدو معدّلة بدقة عاليا جدا لتمكن تطور الحياة”. أما العالم ديفد ديوتسش فقال: “ان ادعى احدهم بأنه غير متعجب من الصفات الخاصة بالكون، فإنه يخبئ رأسه بالرمل. هذه الصفات عجيبة وغير معقولة”.
ما هو أفضل تفسير لهذه الظاهرة المذهلة؟ هنالك ثلاثة إمكانيات. ضبط الكون بسبب “الضرورة المادية”، أو بالصدفة أو أنه قد صُمّم. أي من هذه الاحتمالات معقول أكثر؟
الضرورة المادية
هذا الاحتمال ينص على ان الكون مجبر على أن يكون بهذا الشكل. ومن المستحيل أن نفكر بأي قيم أخرى لهذه الثوابت. ولكن هل هذا تفسير مقبول؟ هل من المستحيل وجود كون بدون حياة؟ العكس هو الصحيح! ليس أنه ممكن فحسب، بل أن له احتمال أكبر جدا من كون مع حياة. قيم هذه الثوابت غير متعلقة بقوانين الطبيعة. ولا توجد أي ادلة على ضرورة ضبط الكون.
الصدفة
ماذا عن الصدفة؟ هل فعلا كنا محظوظون جدا، جدا جدا، جدا؟ كلا. الإحتمالات التي نتكلم عنها سخيفة وتُبعد ضبط الكون عن أي صدفة. ولكن في محاولة انعاش هذه الامكانية، آمن البعض في ما بعد العلوم التجريبية واختاروا نهجا أكثر تكهنا المعروف باسم: تعدد الأكوان. لقد تخيلوا “مولّد أكوان” الذي يخلق عددا كبيرا جدا من الأكوان، بحيث يعدل المعادلة ويرجح الدفة لصالح “الصدفة”. ولكن، لا يوجد أي دليل علمي لتعدد الأكوان. لم يُكتشف، لم يراه أحد، لم يقاس وطبعا لم يثبت وجوده. ناهيك عن وجود “مولّد الأكوان” نفسه، فهو بذاته بحاجة لضبط!
بالإضافة الى ذلك، من المحتمل أكثر وجود حفنات صغيرة مرتبة بالصدفة، من وجود حفنة واحدة كبيرة مرتبة ومعقدة. فان صدقنا فرضية تعدد الأكوان، لتوقعنا وجود أكوان عديدة وصغيرة تسمح بالحياة، بدل من كوننا الواحد الواسع والكبير. ومع هذا فنحن لم نختبر وجود أي كون آخر!
النتيجة:
بما أن الامكانيتن أعلاه (الضرورة المادية والصدفة) لم يُقبلا، فينتج أن التفسير الأكثر احتمالا هو أن الكون قد صُمم بهذه القيم والثوابت.
قال عالم الفلك فريد هويل “التفسير المنطقي هو أن شخص ذكي وخارق لعب بالفيزياء.. ولا وجود لقوة عمياء في الطبيعة جديرة بالذكر. الأرقام المحسوبة من الحقائق توصلنا للنتيجة التي تكاد تكون مؤكدة”. العالم بول ديفيس قال: “هنالك أدلة قوية أنه هنالك شيء ما يدور خلف كل هذا.. يبدو لي أن هنالك شخص قد ضبط أرقام الطبيعة لكي يُكوّن الكون.” وأما الملك داود فقد قال في القديم: “السموات تحدث بمجد الله.والفلك يخبر بعمل يديه. يوم الى يوم يذيع كلاما وليل الى ليل يبدي علما”
الفيديو ترجم بتصرف. المصدر