نبيل قريشي، بعد أن تخرّج من كلية الطب، قرر أن يكمل تعليمه اللاهوتي ليدرس المسيحية والاسلام بدل أن يعمل كطبيب، ويقول في هذه المحاضرة (الفيديو أدناه) أن الموضوعان الله والطب متقاربان من بعضهما، بحيث أن معلوماتنا عن الله وقيمة الإنسان ستساعدنا بقرارتنا الطبيّة اليومية. ويكمل حديثه بأن البعض يظن الإيمان مناقض للعلم. هذا صحيح إن كان الإيمان أعمى ويصدق الخرافات. أما الإيمان المسيحي فهو مبني على أدلة قويه تدعمه. كما يقول بولص الرسول: “وان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم” (1 كو 15: 17). أي أن الإيمان المسيحي مبني على قيامة المسيح، شهود العيان والأدلة التي تدعم هذا الحدث التاريخي.
خلال المحاضرة يتكلم نبيل عن العلم وتعريفه والفرق بين الأساليب التي بها يتقدم العلم وهما الأسلوب الاستنتاجي (deductive) والحثّي (inductive). بالطريقة الاستنتاجية نعرف أن 2 + 2 = 4 بسبب قوانين الرياضيات وأما الطريقة الحثّيّة فمبنية على دراسة المعلومات، التجارب ومحاولة تكرير هذه التجارب لمعرفة مصداقية النتيجة. بهذان الأسلوبان نستطيع أن نحصل على نتائج علمية جديدة. ويقتبس سمير عكاشة محاضر في جامعة يورك أن: “كلمة إثبات يجب استخدامها فقط عندما نتبع الأسلوب الاستنتاجي (deductive). أما الأسلوب الحثي فهو علمي لكن من الصعب إثبات نتائجه فقط من المعلومات ونتائج التجارب”. ديفد هيوم، الفيلسوف المعروف، يصف الطريقة الحثية بالإيمان الأعمى! ويعلل ذلك بأن إن حدث أمر بالماضي فليس بالضرورة أن نستطيع إعادة هذا الحدث مرة أخرى حتى في مختبر. ديفد هيوم هو نفسه الذي ينكر حدوث المعجزات وهنا يطعن في مصداقية العديد من النواحي العلمية.
فما هو العلم إذا؟ إنه نظام نستعمله لكي نعزز طريقة حصولنا على المعرفة. المحاضر توماس ديكسن يقول أن كل مشروع العلم يُلخص بمحاولة نسج الخيوط الشخصية النسبية الضعيفة لتكوّن شبكة مَعْرِفَة قوية. ويحلل تلك الخيوط الفردية الى أربعة أنواع: الحواس، المنطق، الذاكرة وشهادة (دراسة) الغير. كل هذه الطرق غير معصومة عن الخطأ، فلطالما لا يوجد إثبات، يمكن للعلم أن يخطأ أيضا! فالمعرفة غير مقصورة فقط على العلم. العلم جيد، ويبذل ما يستطيع لكي يزيد من معرفتنا، ولكنه ليس الطريق الوحيد للمعرفة.
يلخص نبيل الجزء الأول من المحاضرة بقوله أن العلم واللاهوت وجهان لنفس العملة، كلاهما يحاول تفسير الكون من حولنا. فمن الخطأ على المؤمن رفض العالم ونتائجه تمما كما هو غير مقبول أن يرفض العالم أراء اللاهوتي.
ثم يبدأ الجزء الثاني من المحاضرة بقوله إن كان الله غير موجود فإن قيمة الإنسان تساوي قيمة الكرسي لأن كلاهما نتيجة ثانوية للإنفجار الكبير ونظرية التطور العمياء. البعض قد يعارض ذلك ويعترف أن للإنسان قيمة أعلى، مؤسسا اعترافه إمّا على “النفعية” (utilitarian) أي أن هنالك منفعة من حياة الإنسان بحيث يمكن التعامل معه كأي أداة أخرى (كالكرسي) أو على أن قيمة الإنسان لها قيمة “إختبارية”، فنحن نختبر الحياة وقيمتها. عندها نطرح السؤال ماذا عن الشخص الذي بغيبوبة؟ إنه لا يختبر الحياة ولا منفعة منه. هل قيمته أدنى من غيره؟ هذه نوع الأسئلة التي يجب أن نتصارع معها، وأعتقد أنه إن تأسست قيمة الإنسان على النفعية أو الإختبارية فسنصطدم بمشاكل كبيرة جدا.
هذا والمزيد من التفاصيل والمواضيع، كتأثير الله على العلم وبالأخص على الطب، تستطيعون مشاهدتها بالمحاضرة الكاملة (باللغة الإنجليزية) أدناه: