خاطرة بعنوان أتسمعني بقلم جورج عبده:
لا يهمني ما يكتبُ الناسُ عنّي عندما أموت
ولا تُشغلني صحتي أو كم أملك من ياقوت
فلن آخذ منهم شيئًا للتابوت
لا أبحث عمّا يتركني عطشانًا أو محبوس
بل عن ما هو أسمى وليس بالضرورة ملموس
شيءٌ يدوم ويُروي النفوس
أبحث عن سرّ الوجود وأثمن كل الكنوز
لا، إنه ليس “الغنا”، آسف سيدتي فيروز
أتوق له ذاته وليس للمرموز
تذوقتهُ مرةً في حبٍّ طاهر، فأنعش كياني
تغلغل في داخلي، في أحشائي وسباني
فأشبع إنساني الباطني
للحبّ قوّةُ تأثيرٍ تجعلُ الصخرَ خفيفٌ يطير
للحبّ طاقةٌ خفيّةٌ تُذيبُ النفسَ والضمير
الحبُّ يمنح الروح التحرير
لكن هنالك سؤال يلتهب لا استطيع إخمادهُ
حربُ الكُره تنفجرُ وجيشه تزداد أعدادهُ
والحبُّ كحملٍ يسهلُ اصطيادهُ
هل من أملٍ للحبِّ، أم سيغلبهُ أضدادهُ
هل يُهزمُ، يموتُ، يتعفّن ونعتاد ابتعادهُ
أمن حليف يستطيع اسنادهُ
من يقف أمام الشرِّ ولا ينتقصُ من الحبِّ
من محصّنٌ لا يتدنسُ بسُمّ هذا العقربِ
من لا يزِلُّ أمام المُجرّبِ؟
من الذي إنّ أتاهُ الموتُ يفيض بالحياة
من الذي يدومُ ويسودُ فوق كل الجباه
إنّه أنت يا الله
أنت جوهرةُ المحبةِ والمحبةُ جوهرُك
أنت أصلُ الوجودِ ووجودنا عطيّتك
فهل تترأف على خليقتك؟
هل تنفخُ فيَّ ثانيةً من روحِ حُبّك فتُشعلني
النفخة الأولى بردت بعد ضياعي، فاذكرني
يا أيّها العالي، أتسمعني؟
رابط لمصدر الصورة ورخصة الاستخدام
