كتبت خاطرة ابونا روبيرتو و انجيل الازدهار بعد مشاهدتي لبعض المحطات التي تُعطي المنصّة لوعّاظ تُبشر بانجيل الازدهار (Prosperity Gospel) وهو التعليم الذي يربط بين ايمان الشخص وغناه المادي. أنا شخصيًا ضد هذا التعليم، ولا اومن ان الله سيبارك جميع المؤمنين ببركات ماديّة، حتى لو خَطوا خطوات روحيّة عميقة. برأيي، الله بحكمته يعطي كل مؤمن وزنات مختلفة (بالعدد والنوع)، لكي يستثمرها ذاك بحسب قدرته، و”البركة” المادية هي احدى هذه الوزنات. لن اطوّل الحديث، لربما بمقال آخر.
وجب الذكر أن “ابونا روبيرتو” هو شخصيّة وهميّة لا تمد للواقع باي صلة. إليكم الخاطرة باللهجة العاميّة الفلسطينية:
ابونا روبيرتو من القارة الامريكيّة
بوِعدك بِبَرَكة ماديّة
بشرْط طاعة غير اعتيادية
وبربطها بالله ووصاياه
وبنسى المرض والبردية
والاضطهاد والفدائية
والتوتر والعنصرية
والشدة والفقر
والاحتياجات الشخصية
والشهداء النيجيرية
والدموع صارت بُرْكه
والوعد؟ بَرَكة ..
البَرَكة: زيادة معاش شهرية!
مشاكل الانجاب بتنحل دايمًا
بالاعلانات المنطوقة النبوية
والبيت المكسور بتصلح
اذا زرعت تقدمة سخية
مشاكل شغلك بتختفي
وعمتك المريضة بتنشفي
انت بس صدق الخطة السحرية
تمسّك بالايمان
واكيد في وَصْفِة لكل خُرفيّة
الترقيات راح ترفعك
وراح تعيش برفاهية
مش مهم الي بضل فقير
ما دام ابونا متمتع براحة اقتصادية
بدل البيت عنده قصر
وبدل السيارة عنده نسر
اذا مش اسطول طيارات ومدفعية
انت مَعْكاش حق تذكرة الباص
وهو بملك مطار مثل المليونيرية
أبونا برفض عقيدة التأديب
وسيرة الدينونة ممنوع تجيب
بس هو متمسك بالعطية
طَيِّبْ شو مع المسيح والرسل؟
ملينوا بالليرة الاسترلينية؟
الحيونات كان عندها بيت
وهو نام بالبرية
صاموا وجاعوا
عطشوا وبردوا
حتى اواعيهن كانت مهتريه
هاي غير الضربات والحبسات
والسرقات والميتات
والغرق بالعواصف البحرية
تعب وجلد
خطر وكد
ورجم بساحة علنية
مع هيك اهتموا بالرعية
ومش بجيبتهن
علموا المحبة الالهية
محبة القريب والعدو
المحبة الابدية
والاهم انهن عاشوها
مش بقوتهن بل بقوة روحية
واعلنوا الخطة السماوية:
“باب الخلاص مفتوح لكل البشرية”
والعجائب شهدت لخدمتهن الاساسية
واحنا؟
وين المسؤولية؟
مين الي حامل الرسالة الانجيلية
رسالة الاخبار السارة
نوصّلها للاجئين السورية
ولا بس مبسوطين على الاسم:
“كنيسة جامعة رسولية”
وقاعدين نسنتنا وعود وهمية
يا عمي فلتوكوا من الازدهار
تذكروا سحابة الشهود
وخذوا منها دفعه معنوية
رجّعوا ثمار الروح للاولوية
لأنه هاي هي المسيحية
تسامح وايمان ورجاء
ومحبة حقيقية
خاصة بالظروف الاستثنائية