اليكم محاضرة بعنوان السعادة بعيدا عن الله قدمها المهندس جورج عبده. قد يبدو للبعض أن هنالك توتّر بين سعادتنا ووجود الله، لربما لأنهم يتخيّلون الله كالشرطي الكوني الذي يُراقبنا ويقف لنا بالمرصاد كي يُخالف كل من يكسر وصاياه. ومن الجهة الأخرى، إن حاولنا فهم السعادة من المنظور المادي الإلحادي سنُجبر على اختزالها إلى تفاعلات بيوكيميائية في المُخ، مما قد يؤدي الى مفهوم سطحي وعبثي للحياة. هل هنالك مفهوم أوسع للسعادة من مجرد هذه التفاعلات؟ وهل لوجود الله أي تأثير إيجابي على الموضوع؟
المحاضرة كانت بترتيب بين الرابطة الدولية للطلاب المسيحيين IFES وخدمة كريدولوجوس وهي جزء من سلسلة السعادة. اليكم فيديو المحاضرة:
تلخيص قصير للمحاضرة
إن كان الالحاد المادي صحيحًا، فمفهوم السعادة يجب أن يُختزل للكيمياء، أي أنه سيكون محصورًا في المادة فقط. هذا المفهوم للسعادة سطحي، كئيب ويؤدي الى العبثية، إذ بهذه المفهوم ممكن أن يكون الانسان سعيد (كيمياء) وبيته وعائلته تحترق في أرض الواقع!
نحن بحاجة بمفهوم أوسع للسعادة غير محصور بالكيمياء بل مُتعلق بالواقع، بما هو حقيقي، قيّم ومهم. نحن بحاجة بمفهوم أوسع للسعادة متعلق بالبحث عن الحكمة والحق، بالفضيلة، فعل الخير، المحبة وبناء العلاقات وأيضا بتطوير شخصية وجوهر للإنسان أفضل
هذا المفهوم الأوسع للسعادة غير كافي لحل مشكلة العبثية الموجودة في المنظور الالحادي المادي، لأن شبح الموت ما زال يرفرف فوق الإنسان ويهدد واقعه، فضيلته، حكمته وشخصيته التي يريد تطويرها.
من الجهو الأخرى، إن كان الله موجودا، وكان الله فعلا، بحسب تعريف الفيلسوف أنسلم، الكائن الأعظم (كامل الصفات)، فمن المؤكد أنه سيساعدنا على فهم الواقع، السعي نحو الحكمة والفضيلة وطبعا في تطوير جوهرنا. خاصة اذا قبلنا فكرة تجسّد الله، كما هي في المسيحية، اذ أن الله لم يحبنا فقط من بعيد، بل أتى الينا كإنسان وكشف لنا عن جوهره العظيم الكامل، على أمل أن نحبه لمن هو وندخل بعلاقة شخصية معه، وليس خوفا من الجحيم أو طمعا للنعيم.
ما قدمته هنا ليس بمثابة دليل على وجود الله، بل هو توضيح لتأثير وجود الله على مفهوم السعادة. بدون الله مفهوم السعادة يختزل للكيمياء ومع الله هنالك مفهوم أوسع يعتمد على علاقة شخصية معه.
نحب أن نسمع منكم في التعليقات.