في عيون الناس قد تكون قِدّيس
وفي عيون آخرين إبليس
آهٍ من عيون القلبِ العنيد
لا ترى الواقعَ، بل ما تُريد
وما يستثيرُ لديها الأحاسيس
خلفَ عيون الناسِ، في الكواليس
يتم حَبْكُ الأحلامِ والكوابيس
هناك يتكلمونَ ويُقيِّمون
دونَ أن تَدرونَ أو تُسألون
وقد يُقرّرون أنكم من الطواويس!
وعيوني أيضًا مُعرضَةٌ للتنجيس
قد يُضللها بعض الجواسيس
كُلّ العيونِ متقلقلةٌ وضعيفة
حساسةٌ، محدودةٌ وغير عفيفة
فمن يتّكل فقط عليها، تعيس
فما العمل؟ ألا يوجد للعدل رئيس؟
بارٌ، ينقِشُ على القلبِ النواميس؟
يرى الكلَّ للعمقِ وبشفافيَّة
مُتفقٌ مع الحقِ بموضوعيَّة
مرساةٌ للنفسِ، يتمُّ عليه التأسيس
إنه الله، وفي عيونه أنت نفيس
مخلوقٌ كشَبَهه، تستحقُ التّكريس
رغم عورةِ عيونك
رغم ضلالك وبُعدك
سيبقى بانتظارك، فهو الونيس
فإن كنت ملحدًا أو قسيس
تصلي في جامعٍ أو كنيس
محبّتهُ لك تفوقُ الرومانسيّة
طاهرةٌ مُتجسدةٌ حقيقيّة
يحلو لي أن أعيش بها حبيس
بقلم: جورج عبده