خاطرة ميلادية بعنوان شيخ ودود ترجمت بتصرّف عن المصدر على يد جورج عبده
يقولون أن شخصا كبيرا يعيش بمكان بعيد
قد يكون سمينا لكن ذلك ليس بأكيد
أنا لم أره وكذلك أنت
لكنهم مُكْتفين لأنه يجعل الطفل سعيد
يظن الكثيرون أنه منعزل وعجيب
وانه لا يرغب الحوار أو التعقيب
مشغول طوال السنة
وبصراحة، فرحين بأنه يغيب
نرسل له احتياجاتنا بمكاتيب
نحسّن أخلاقنا لعله يستجيب
ونأمل أن يعطينا الاولوية
ويرفع اسمنا في سجله الحبيب
ولربما إن عملنا ما ينبغي بالتحديد
وكنا صالحين فعندها يعطينا ما نريد
لكن الكيل قد طفح! سئمت كمالياته
سئمته هو وأسلوب الترغيب والتهديد
قد يبدو غريبا هذا المنشود
فمن يغضب من شخص ودود
لكني لا أكتب عن شيخ العيد
بل إن الله هو المقصود
نحن نرى الله انه البعيد والكبير
عتيقٌ خفيٌ وفي السماء يطير
يراك في كل زمان ومكان
ولكل خطأ لديه عقاب وتدبير
ومثل شيخ العيد، نقدم له الطلبات
نريد عطاياه ولا نريده هو بالذات
إن كنا صريحين للنهاية
علاقتنا به تتلخص بمجرد صفقات
أخلاقنا خلال السنة عبء وواجبات
وفي العيد نتوقع الهدايا والمفاجئات
فقط اترك ما احضرته وارحل
فقد كنّا صالحين وصالحات
بالتأكيد، شيخ العيد شيّق ولطيف
ضحوك بشوش ودمه خفيف
لكن من يريد أن يسلمه نفسه
فكيف نضمن أنه خير حليف
هذه أفكارنا نحو شيخ العيد
مع أننا نطبقها على الله المجيد
لكن الميلاد صرخ معلنا
ان الله أتى وهذا ليس مجرد تقليد
لم يكتف بارسال نبي لعالمنا
بنفسه تجسد وصار منّا
ليكون قربنا ويُكلّمنا
اسمه عمانوئيل: “الله معنا”
لماذا يولد بمذوذ حقير؟
هل هذا يليق بالإله القدير؟
السر ببداية عهد جديد
وتحقيق وعود وحُب منير
شيخ العيد يظهر ليختفي من جديد
أمّا الله فجاء ليكون الصديق الفريد
الشيخ يكافئ الصالحين
والله يخلص كل خاطئ يريد
الله هو الكائن الأعظم الكامل
وفي الميلاد حل اعلانه الشامل
ليس مجرد شيخ وهدايا
بل تجسد الكائن المحب والعامل
فماذا اجيب ملكا مكللا
تواضع ليخلص خاطئا مكبلا
لم أجد أفضل من قول الرسول
احبك لانك احببت اولا!
مصدر الصورة.